عدم تحمل الغذاء
نحن غالبا ما نعاني من مشاكل صحية مزمنة دون معرفة السبب, و في بعض الأحيان نعاني من أعراض يصعب تفسيرها و لا يبدو أن لها علاقة بسبب يمكن تفسيرة. و هذا في الغالب يكون نتيجة لما يسمى بعدم تحمل الغذاء.
الفرق بين الحساسية الغذائية وعدم تحمل الغذاء:
تظهر أعراض عدم تحمل الغذاء في ردود أفعال سلبية تصدر عن واحد أو أكثر من أعضاء الجسم كرد فعل معاكس لبعض المواد الغذائية ، المشروبات ، المواد الحافظة أو مركبات موجودة في الأطعمة.
و لكن الأعراض التي يتسبب فيها عدم تحمل الغذاء تظهر على مدى زمني طويل غير مرتبط بالتناول المباشر للأغذية و تأخذ هذة الأعراض شكل مزمن و تبدأ في الظهور في فترة زمنية تبدأ من نصف ساعة بعد تناول الغذاء و تمتد إلى ثمانية و أربعين ساعة.
ولكننا لا نعتبر هذا حساسية صريحة حيث تتسبب الأخيرة في أعراض مرضية واضحة و سريعة و حادة مرتبطة بتناول الأغذية أو المشروبات التي لدى الفرد حساسية مفرطة منها. و ينتج ذلك لوجود أجسام مضادة ضد الغذاء أو عدم تحمل الجهاز المناعي لهذة النوعية من الطعام.
مثال : عاشت سيدة تدعى ميلاني طومبسون لمدة خمسة عشر عام في دبي و كانت تعاني من بدانة مفرطة مع إحساس دائم باللإرهاق دون أدنى مبرر , و بعد قيامها بالإختبار أثبتت النتائج أنها تعاني من حساسية للقمح و أنة المتسبب الرئيسي في هذه الأعراض .. و مع تفادي تناولة إستطاعت هذه السيدة التخلص من البدانة و تمتعت بكامل طاقتها و حيويتها.
أشهر أنواع عدم تحمل الأغذية :
أولا : عدم تحمل اللاكتوز :
يتواجد اللاكتوز في منتجات الألبان مثل (الحليب , الزبادي و الجبن), و الأشخاص الذين لا يتحملون اللاكتوز ليس لديهم في الدم الأنزيم المسئول عن تكسير اللاكتوز, لذلك يبقي اللاكتوز عالق بالمعدة أثناء عملية الهضم مما يسبب آلام في البطن ، والانتفاخ والغازات والإسهال.
و على الرغم من عدم إمكانية تغيير مقدرة الجسم على إنتاج اللاكتوز إلا إنه يمكن التحكم في أعراض عدم تحمل اللاكتوز عن طريق تغييرات في النظام الغذائي, و ذلك بتناول كميات بسيطة من منتجات الألبان ضمن وجباتهم مما يحسن من إمكانية تحمل اللاكتوز لديهم . كذلك ينصح بتناولهم منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز و هي متوافرة في معظم المحلات.
ثانيا : عدم تحمل البيض :
تظهر أعراض عدم تحمل البيض في الحال بعد تناوله, و تشمل الأعراض طفح جلدي و تورم في الوجة و حول الفم. و على الأشخاص الذي يعانون من عدم تحمل البيض الحرص على عدم تناولة أو تناول أي منتجات غذائية تحتوي على البيض (سواء البياض أو الصفار), و ذلك من جميع مصادرة (سواء دجاج , أوز أو بط).
ثالثا : عدم تحمل القمح :
إضطرابات الأمعاء هي العرض الرئيسي للمصابين بعدم تحمل القمح و المتسبب في ذلك هو البروتين المتواجد بالقمع و الشعير و الشوفان و يسمي (الجلوتان). و يمكن أن يؤذي الجلوتان بطانة المعدة مما يؤدي إلى خفض القدرة على إمتصاص العناصر الغذائية من الطعام ويؤدي إلى الإسهال وسوء التغذية .
و يعتقد أيضا أن هذا البروتين هو المتسبب في الاضطرابات الهضمية لدى الأطفال , حيث تكون أمعاءهم غير ناضجة بما فية الكفاية لهضم كمية كبيرة من البروتين , و بالتالي تعامل البروتينات على أنها أجسام غريبة.
وعلى الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل القمح أن يتبعوا نظام غذائي خال من الجلوتين مدى الحياة, و المنتجات الخالية من الجلوتين متوافرة بمعظم المحلات.
رابعا : عدم تحمل المواد المضافة للأطعمة المحفوظة :
الأشخاص الذين لديهم حساسية للمواد الكيميائية الطبيعية في الغذاء عادة ما تكون لديهم حساسية أيضا إلى واحد أو أكثر من المواد الشائعة المضافة الى الأغذية مثل المواد الحافظة والألوان الاصطناعية والمنكهات.
و لكن من الأسهل التعرف على أعراض هذة النوعية من الحساسية حيث أن هذه المواد المضافة للغذاء تتواجد بصورة مكثفة بالأطعمة و بالتالي تؤدي لحدوث رد فعل سريع و مباشر يساعد على أكتشاف الحساسية بسهولة.
كذلك يتفاوت المصابين في درجة حساسيتهم للمواد المضافة للغذاء , كما يسهل علاج هذة النوعية من الحساسية بتجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على المواد الحافظة.
تشخيص عدم تحمل الطعام :
يعتمد تشخيص عدم تحمل الغذاء على إختبار الدم للتعرف على الأجسام المضادة لبعض أنواع أو مكونات الغذاء, و تسمى IgGs , و نحن بشركة إيسترن بيوتك للإختبارات الطبية نقدم إختبار FOOD PRINT 200+ و الذي يختبر عناصر الدم ليكشف عن الأجسام المضادة لحوالي 221 نوع من الطعام.
نتيجة الأختبار :
خلال ثلاث إلى أربع أيام من تاريخ أخذ العينة , تحصلون على النتيجة. و تأتي في شكل كتيب مطبوع مترجم إلى اللغة العربية و الإنجليزية, و يحتوي على 221 نوع من الأطعمة ( نباتية و غير نباتية و بروتين و أعشاب و هكذا ..) و كذلك المشروبات. ثم يقسم التقرير إلى ثلاث قطاعات ليصف مدى حساسية الفرد لكل نوع من أنواع الأغذية , و المستويات هي :
حساسية عالية : يجب تجنب هذة الأغذية.
حساسية متوسطة : يمكن تحملها.
طبيعي : لا يوجد أي رد غعل عكسي لهذا الغذاء.
و يتم توصيل التقرير للمكان الذي تختارونه حرصا على راحة العميل.
علاج عدم تحمل الطعام
يمكن للأفراد محاولة إجراء تغييرات طفيفة من النظام الغذائي لاستبعاد الأطعمة التي تسبب ردود فعل واضحة و التي سجلت بقطاع الحساسية العالية بالتقرير ، و ذلك دون اللجوء لطبيب تغذية مختص . و سيلاحظون التخلص من الأعراض التي كانوا يعانون منها.
أما في حالة أن الأطعمة التي لا يمكننا تحملها لا يمكن فصلها بسهولة عن نظامنا الغذائي , فنلجأ لطبيب مختص في هذه الحالة و ترشده نتيجة الأختبار في تحديد النظام الغذائي السليم الذي يحتاجة الشخص الذي يعاني من عدم تحمل الغذاء, حيث يقدم بدائل لبعض الغذية أو عقاقير تخفف من حدة الأعراض.